تخلي عن تكشيرتك إذا كانت ماركتك المسجلة
في عالم الأعمال، تمثل الصورة العامة للشركة أو المؤسسة عاملاً حاسماً في نجاحها واستمرارها. تتنوع طرق تقديم هذه الصورة، وتختلف الأساليب المستخدمة من قبل الشركات لتحقيق انطباع إيجابي لدى العملاء والمستثمرين على حد سواء. إحدى أبرز الطرق التي تُستخدم في هذا الصدد هي “الماركة” أو “العلامة التجارية”، التي لا تقتصر فقط على الشعار أو الاسم التجاري، بل تتعدى ذلك لتشمل كل ما يميز الشركة من طريقة تقديم المنتجات، الأسلوب في التعامل مع الجمهور، وحتى شعور العميل تجاه المؤسسة. ولكن ماذا يحدث عندما تصبح هذه الماركة عبئاً على الشركة؟ ماذا لو كانت العلامة التجارية تمثل شيئاً قد يؤذي المصداقية أو يوحي بمفهوم سلبي؟
تعتبر الماركة المسجلة أحد أصول الشركة التي تؤثر بشكل مباشر على سمعتها، وبالتالي على إيراداتها ونجاحها في السوق. إلا أن بعض الشركات قد تجد نفسها في موقف يتطلب إعادة تقييم لما تعنيه علامتها التجارية وكيف تؤثر على انطباعات الناس عنها. في هذا المقال، سنتناول فكرة “تخلي عن تكشيرتك إذا كانت ماركتك المسجلة” وكيف يمكن أن يسهم ذلك في تغيير الصورة العامة للشركة وإعادة تعريف علاقتها مع جمهورها.
1. الفكرة الأساسية للماركة المسجلة
العلامة التجارية لا تعني فقط اسم المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة؛ بل هي مجموع الانطباعات والمشاعر التي تثيرها في ذهن العميل. عندما يسجل أي شخص أو مؤسسة ماركة تجارية، فإنها تصبح محمية قانونياً من الاستخدام غير المصرح به، ما يعني أنها أداة قانونية للتميز بين المنتجات والخدمات في السوق. وعلى الرغم من أن هذه الأداة قانونية في المقام الأول، إلا أن دورها في بناء الثقة والسمعة لا يقل أهمية.
إن اختيار العلامة التجارية يعتبر بمثابة تعبير عن هوية الشركة. يمكن أن تعكس القيم التي تروج لها، والجودة التي تقدمها، والطريقة التي تعامل بها عملاءها. لكن مع مرور الوقت، قد تنشأ بعض المشكلات إذا كانت هذه العلامة التجارية أو طريقة تقديمها تحمل دلالات سلبية أو قديمة تجعلها تبدو غير مواكبة للتطورات الحديثة أو غير متوافقة مع القيم التي يرغب الجمهور في رؤيتها.
2. متى تصبح العلامة التجارية عبئاً؟
قد تصبح العلامة التجارية عبئاً عندما تتناقض مع المتغيرات الثقافية والاجتماعية أو تصبح مرتبطة بصورة سلبية أو قديمة في ذهن الجمهور. هذا يتجلى عندما تظل الشركة متمسكة بشعار قديم أو بطريقة تقديم لا تعكس التوجهات الحديثة أو تغيرات السوق. على سبيل المثال، الشركات التي تعتمد على أساليب تسويقية قديمة أو شعارات قد تحمل دلالات غير ملائمة قد تجد نفسها في موقف صعب.
3. تأثير تكشيرتك على الماركة
“تكشيرتك” أو الصورة الجادة والمتحفظة التي قد تروجها بعض الشركات، ربما تكون محورية في مراحل معينة من عمر الشركة أو في أسواق معينة. لكن مع تقدم الزمن، قد تصبح هذه الصورة قديمة وقد تؤثر سلباً على تفاعل الجمهور مع الماركة. فبدلاً من جذب العملاء، قد تؤدي إلى نفورهم إذا شعروا أن العلامة التجارية لا تتناسب مع احتياجاتهم أو لا تعكس هويتهم أو تطلعاتهم.
العلامة التجارية التي تروج لتكشيرتها قد تبدو صعبة الوصول إليها أو متحفظة بشكل مبالغ فيه، وهو أمر قد يكون غير جذاب في ظل التحولات التي يشهدها السوق، والتي تتطلب المزيد من الانفتاح، الألفة، والمرونة في التعامل مع العملاء.
4. كيف يمكن إعادة بناء العلامة التجارية؟
إعادة بناء العلامة التجارية ليست مهمة سهلة، لكنها يمكن أن تكون خطوة ضرورية إذا كانت الماركة المسجلة قد تسببت في عرقلة الشركة في الحصول على مكانتها المناسبة في السوق. هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تغيير الصورة الذهنية للعلامة التجارية:
أ. التغيير البصري للشعار
إحدى أبسط وأسرع الطرق لتحديث الماركة هي تغيير التصميم البصري لها. قد يشمل ذلك تعديل الشعار، ألوان الماركة، وحتى نوع الخط المستخدم. إن تحديث الشعار بما يتناسب مع الاتجاهات المعاصرة يمكن أن يمنح الماركة إشراقة جديدة ويعيد لها حيويتها.
ب. تحديث الرسائل التسويقية
من خلال تغيير الرسائل التي تنقلها العلامة التجارية إلى عملائها، يمكن للشركة أن تبتعد عن الانطباع القديم الذي قد يكون قد أصبح عائقاً في تفاعلها مع الجمهور. تحديث الرسائل التسويقية بما يتماشى مع قيم الشركة الحديثة يمكن أن يسهم في تغيير الانطباع العام.
ج. الاستماع للجمهور
قد تكون الماركة قد أصبحت مرتبطة بشعور سلبي لدى الجمهور بسبب عدم فهم الشركة لاحتياجات عملائها بشكل كافٍ. يمكن من خلال الاستماع إلى ملاحظات العملاء وتفاعلهم مع الشركة عبر القنوات المختلفة، بناء صورة جديدة تواكب التوقعات الحديثة وتلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل.
د. التعاون مع مؤثرين جدد
التعاون مع مؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي أو شخصيات عامة قد يسهم في تغيير الصورة الذهنية للماركة. هذه الشراكات قد تتيح للشركة الوصول إلى جمهور جديد، وبالتالي تحديث هويتها بشكل غير مباشر.
5. أمثلة ناجحة لتغيير الصورة العامة للعلامات التجارية
عدة شركات استطاعت النجاح في تجديد علاماتها التجارية عن طريق تحديثها لتتناسب مع التوجهات الحديثة. على سبيل المثال، قامت العديد من العلامات التجارية الكبرى بتغيير شعاراتها لتبدو أكثر بساطة وحداثة، وأعادت تعريف رسائلها لتصبح أكثر قرباً من الجمهور. من بين هذه الشركات، نجد شركات مثل ستاربكس و أبل التي تمكنت من بناء صورة جديدة للعلامة التجارية تبعدها عن الانطباعات القديمة المرتبطة بها.
6. أهمية التوقيت في عملية تغيير الماركة
توقيت عملية تغيير الماركة أمر بالغ الأهمية. فعندما تقرر الشركة التخلي عن صورتها القديمة أو تكشيرتها، عليها أن تفعل ذلك في وقت يتناسب مع رغبات السوق وتوجهاته. فالتغيير في وقت غير مناسب قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث قد يعتقد العملاء أن الشركة فقدت هويتها الأصلية أو أنها غير مستقرة في استراتيجياتها.
7. التكلفة والفوائد المرتبطة بتغيير الماركة
إعادة بناء الماركة ليست مجرد قرار سريع أو بسيط. فهي تتطلب استثمارات كبيرة، سواء من حيث الوقت أو المال. ومع ذلك، يمكن أن تكون الفوائد الناتجة عن هذا التغيير هائلة، حيث يمكن أن تعيد الماركة إلى سوقها المستهدف بشكل أقوى وأفضل، مما يؤدي إلى زيادة الإيرادات والوعي بالعلامة التجارية.
8. الخاتمة
إن التخلي عن “تكشيرتك” إذا كانت ماركتك المسجلة لا تتماشى مع احتياجات وتوقعات جمهورك قد يكون الخطوة الأولى نحو إعادة بناء الهوية التجارية للشركة بشكل يتناسب مع العصر ومتطلبات السوق. قد يكون التغيير ضرورياً حتى لا تصبح الماركة عبئاً يعوق تقدم الشركة. ومن خلال تحديث الرسائل، تغيير المظهر، والاستماع إلى العملاء، يمكن أن تعيد الشركة بناء صورتها العامة وتعزيز علاقتها بجمهورها، مما يزيد من قدرتها التنافسية في السوق.
